آخر الأخبار

وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء - لحظة انفجار المتحدي

كثير من الأمم تحدوا الخالق عز وجل فأهلكهم ولكن هل تحدى البشر خالقهم في الفضاء؟ وهل أشار القرآن لذلك؟ لنقرأ
آية كثيراً ما نقرأها وقليلاً ما نتدبرها ونقف على عظمتها وأعجازها، قال تعالى: (وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) [العنكبوت: 22]. فهذه الآية موجهة لأولئك الذين تحدوا الخالق عز وجل ونسوا بأنهم مخلوقات ضعيفة..
فهذه قبيلة عاد آتاها الله القوة والحضارة والقدرة على حمل الصخور ونحت البيوت وبناء القصور... فكفرت بأنعم الله واستكبرت في الأرض بغير الحق ووجهوا سؤالاً تحدوا فيه الخالق عز وجل فقالوا: (وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً) [فصلت: 15]، ونسوا بأن الله أشد قوة.. ويأتيهم الجواب من رب العزة جل وعلا فيقول لهم: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً) [فصلت: 15].. ولكن لا حياة لمن تنادي فأهلكهم الله بإعصار دمرهم ولم يبق منهم إلا بعض الآثار من مساكنهم..
هذا الغرور انتقل للحضارة الحديثة فكثر الإلحاد وتحدى الملحدون خالقهم ورازقهم وكرروا أقوال من سبقهم من الأمم الهالكة، ولذلك عندما نتتبع مواقع الملحدين وفضائياتهم نجدهم يتحدون الله عز وجل وينكرون وجوده.. ولذلك لابد من وجود إشارات إعجازية في كتاب الله تعالى ترد على هؤلاء وتثبت لهم أن الله أقوى منهم.
الحقيقة التي نبهني إليها أحد القراء جزاه الله خيراً، أن الزمن الذي عاش فيه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، لم يتوقع أحد أنه سيأتي عصر يصعد فيه الإنسان للفضاء ويتحدى الخالق بإلحاده.. لقد تحدى الإنسان خالقه على الأرض كثيراً .. ولكن من كان يعلم زمن نزول القرآن أن هذا الإنسان سيتحدى الخالق في الفضاء أو السماء؟؟!
وربما نتذكر مكوك الفضاء الذي أطلقته وكالة ناسا قبل 28 عاماً وأرادوا أن يتحدوا الله فيه فأسموه (المتحدي) أو Challenger  وعلى الرغم من التقنيات الهائلة التي وضعت في هذا المتحدي والسنوات الطويلة والملايين التي أنفقت... إلا أن هذا التحدي لم يدم أكثر من دقائق معدودة! فقد انفجرت المركبة الفضائية قبل أن تغادر الأرض... وسبحان الله، هذه الآية تؤكد لنا أن البشر لن يعجزوا الله في السماء: (وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ)...
 
المركبة تتحدى وتنطلق في السماء.. فقد استكبر الإنسان وغره علمه وكثير من علماء الملحدين تحدوا الخالق تعالى، وأرادوا أن يرسلوا رسالة للناس أنه لن يوقفهم شيء في تطورهم.. ولكن هل كلامهم هذا صحيح، وهل يستطيعون الصمود أمام الله تعالى الخالق؟
 
المركبة الفضائية التي كلفت الملايين تنفجر بعد أقل من دقيقتين.. ويفشل التحدي.. وكأن الله عز وجل يريد أن يرسل للبشر رسالة ليدركوا أنهم مهما تطوروا علمياً فإنهم يبقوا ضعفاء .. وهم عاجزون عن حماية أنفسهم.. فكيف يحمون غيرهم!!
 
وهكذا يثبت الإنسان ضعفه أمام قدرة الله تعالى.. إنها رسالة من الله للبشر ليدركوا مدى ضعفهم .. سبحان الله!
وكأن القرآن يقول لكل ملحد، كما أهلك الله أولئك المستكبرين والمتحدين لخالقهم في الماضي، أهلكهم على الأرض، فسوف يهلككم أيها الملحدون الجدد في السماء! ولذلك جاء التعبير القرآني (وَلَا فِي السَّمَاءِ) ليصور لنا أن الإنسان لن يعجز الله أيضاً في السماء... فكيف علم النبي الكريم بأنه سيأتي زمن يتحدى فيه البشر خالقهم خارج الأرض في الفضاء حتى يؤكد لهم بأنهم لن يعجزوه في السماء أيضاً... إن هذه الآية تثبت أن الله هو قائلها وليست من كلام بشر.. فسبحان الله!
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
المراجع

Challenger Shuttle – NASA 1986.
 شاهد فيديو يصور لحظة انفجار المكوك الفضائي (المتحدي) بعد أقل من دقيقتين على إطلاق

اقرأ المزيد ...

مصعد لنقل الركاب إلى الفضاء

هل سيقترب ذلك اليوم الذي يتمكن فيه أحدنا من الصعود عبر سلم فضائي لقضاء عدة أيام في الفضاء الخارجي ثم يعود؟

جاء في مقالة على موقع سي إن إن الأمريكي:
قد تبدو فكرة من وحي أفلام الخيال العلمي، إلا أن شركة "Obayashi" اليابانية تبحث في إمكانية صنع مصعد لنقل الركاب إلى محطات الفضاء الخارجي، وأن تكون كوابل هذا المصعد من الألماس.
تأتي هذه البحوث بعد أن جرب العلماء وضع جزيئات من مادة البنزين لمعرفة فيما لو تمكنت من التحول إلى مادة متينة تحت الضغوط الهائلة.
ويقول الباحث في جامعة بين ستيت الأمريكية، جون بادينغ، إن العلماء توقعوا أن تتحول مادة البنزين إلى مادة زجاجية بذرات عشوائية، إلا أن التجربة أثبتت عكس ذلك، لتتحول إلى مادة ترتبت فيها الذرات لتتحول إلى أقوى المواد التي عرفها العلم الحديث، الألماس.
وقال بادينغ إن العلماء استنتجوا بأن ذرات البنزين تتفكك عند تعرضها لضغط كبير، عندها ترغب الذرات بالتمسك بأي مادة أخرى لكنها لا تستطيع بسبب انعدام الفراغات فيما بينها، فالمادة تكون مضطربة في تلك اللحظة، وعند تخفيض الضغط عنها تدريجياً تترتب الذرات لتكون نواة ذرة الألماس، وهي خفيفة في الوقت ذاته.
وبما أن هذه المادة يمكنها أن تتحمل الضغط الهائل الذي يولده الفضاء الخارجي، فإن العلماء يفكرون في صنع مصعد يمكنه نقل راكبيه إلى محطة فضائية تدور حول الأرض، في رحلة تستغرق سبعة أيام، ويتوقع أن يقوم العلماء بتصميم كوابل المصعد بالتوافق مع حركة المحطة وحركة دوران الأرض، إذ سيستعملون القوة الدافعة المركزية المشابه لقذف الأولمبيين كرات الحديد، لتثبيت المحطة بالكوابل وبالأرض.
 
يؤكد الخبراء في علم الفضاء أن تكلفة نقل الركاب أو البضائع إلى الفضاء يمكنها أن تبلغ بضع مئات من الدولارات لنقل كيلو غرام واحد إلى الفضاء، مقارنة مع السعر الحالي لإطلاق الصواريخ والذي يصل إلى 20 ألف دولار للكيلوغرام الواحد. كما أن كابلاً من المادة الألماسية بعرض 2.5 إنش يمكنه أن يوصل حمولة تعادل ثلاثة أضعاف حجم محطة الفضاء الدولية كل يوم، وفقاً لشركة "  International Space Elevator Consortium".

تصميم من قبل علماء يابانيين لسلم فضائي يمكن تنفيذه بحلول عام 2050 ميلادية، وذلك لتميكن العلماء من رفع كميات كبيرة إلى الفضاء الخارجي بأسعار زهيدة جداً.. المرجع http://www.gizmag.com/obayashi-space-elevator/21587/pictures#3

صورة تخيليلة لعملية إطلاق هذا السلم الفضائي لحمل البضائع والركاب لمدار خارج الأرض. المرجع: http://www.gizmag.com


والنتيجة:
أن العلماء اليوم يتحدثون عن إمكانية الصعود عبر سلم فضائي خارج الأرض باتجاه السماء.. وقد يتحقق هذا الأمر قريباً بل وخلال السنوات القليلة القادمة، ولكن هذ تنبأ القرآن بمثل هذا المصعد؟
دعونا نتأمل هذه الآية الكريمة:
(وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا ‏فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ‏الْجَاهِلِينَ) [الأنعام: 35].
فهذه الآية تشير إلى إمكانية الصعود إلى الفضاء الخارجي من خلال ابتغاء سلم إلى السماء (سُلَّمًا ‏فِي السَّمَاءِ)، وهنا يتجلى إعجاز جديد في كتاب الله تبارك وتعالى، حيث أشار القرآن وقبل 14 قرناً إلى "سلم السماء" في زمن لم يكن أحد يتخيل مثل هذا الأمر.. وبالفعل يحاول العلماء صنع هذا السلم للصعود للفضاء... فسبحان الله!
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل

المرجع:
مقالة على موقع سي ان ان بتاريخ 11 – 10 – 2014
اقرأ المزيد ...

مشاهدة الأفلام العلمية تزيد الإيمان

هناك علاقة وثيقة بين تأمل الكون والسماء والكواكب والأرض... وبين زيادة الإيمان بالله.. هذا ما تؤكده دراسة أمريكية جديدة


طبقاً للبحث الجديد الذي نشر في نوفمبر 2013 في مجلة Psychological Science العلوم النفسية، فإن عدداً كبيراً من الأمريكيين أقروا بأن مشاهدة الأفلام الوثائقية العلمية وبخاصة حول كوكب  الأرض جعلتهم أكثر يقيناً بوجود قوة تتحكم في هذا الكون!
معظم الذين شاهدوا سلسلة أفلام عن كوكب الأرض وعادوا وطلبوا مشاهدة المزيد تولت لديهم قوة إيمانية عميقة بوجود الله تعالى، أي أن مشاهدة الحقائق الكونية كانت سبباً في المزيد من الإيمان واليقين..
أحبتي في الله! هذه النتيجة التي نشرت في أواخر عام 2013 ليست جديدة على كتاب أُنزل في القرن السابع! فقد أخبر القرآن الكريم عن علاقة بين مشاهدة الكون والكواكب وبين اليقين بالله، وذلك في أثناء الحديث عن قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام..
 
قال تعالى: (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) [الأنعام: 75]، ولكن ما هو الهدف من هذه الرؤية لملكوت السموات والأرض؟ يقول تعالى في تتمة الآية: (وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) [الأنعام: 75]، فتأملوا معي هذا الربط العلمي الرائع الذي أشار إليه القرآن قبل أن يلاحظه علماء الغرب ...
كذلك فإن الله تعالى جعل النظر في الكون أمراً إلهياً أي أمرنا أن ننظر في السماء، يقول تعالى: (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ) [يونس: 101].. فالنظر في السموات والأرض وتأمل صناعة الخالق عز وجل هو وسيلة للإيمان بالله تعالى.. ولكن هناك فئة من الملحدين كلما شاهدوا هذه الحقائق الدامغة والمعجزات اليقينية ازدادوا إلحاداً ولم تغن عنهم شيئاً.. كما قال تعالى (وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ)..
ولذلك ننصحكم يا أحبتي بالإكثار من مشاهدة أفلام الإعجاز العلمي التي تدعو للإيمان واليقين.. فنحن بحاجة لهذا الأمر كما فعل سيدنا إبراهيم.. عسى أن نزداد يقيناً وتسليماً وإيماناً.. وأن نكون من الذين قال الله فيهم: (وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الأنفال: 2].
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
المراجع

American audiences more likely to believe in God after watching BBC’s Planet Earth, study shows - 27 November 2013 - http://www.independent.co.uk/news/science/american-audiences-more-likely-to-believe-in-god-after-watching-bbcs-planet-earth-study-shows-8966553.html

اقرأ المزيد ...

مختارات من تفسير الآيات الكونية في القرآن الكريم

Résultat de recherche d'images pour "‫مختارات من تفسير الآيات الكونية في القرآن الكريم‬‎"

مختارات من تفسير الآيات الكونية في القرآن الكريم الجزء الثالث

مختارات من تفسير الآيات الكونية في القرآن الكريم
هذه السلسلة:
يأمرنا القرآن الكريم في العديد من آياته بالنظر و التفكر في الأنفس والآفاق, ويكفينا في ذلك قوله – تعالى-:
(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ أَوَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (فصلت:53)
فكيف يمكن تفسير الاستمرارية التي تقررها هذه الآية الكريمة إلى يوم الدين في تعرف الإنسان إلى شيء من أسرار الكون و أسرار ذاته, إن لم توظف كل المعارف التي يكتسبها الإنسان في تحقيق ذلك؟
و الآيات الكونية في كتاب الله يتعدى عددها ألف آية صريحة, بالإضافة إلى آيات أخرى عديدة تقترب دلالتها من الصراحة. وهذه الآيات الكونية لا  يمكن لنا فهمها فهمًا كاملًا في إطار اللغة العربية وحدها – على أهمية ذلك و ضرورته – بل لا بد من توظيف الحقائق العلمية الثابتة من أجل تحقيق ذلك.
وبعد هذا الفهم نكتشف سبق القرآن الكريم بالإشارة إلى العديد من حقائق العلم, و هو ما يعرف باسم (الإعجاز العلمي في القرآن الكريم).
و قد نذر الأستاذ الدكتور زغلول النجار جزءًا كبيرًا من حياته و علمه – وهو صاحب المكانة العلمية المرموقة على مستوى العالم – في خدمة القرآن الكريم, خاصة في مجال تفسير الآيات الكونية في هذا الكتاب العزيز, وإثبات سبقه بالإشارة إلى العديد من حقائق الكون, فحمل لواء الإعجاز العلمي في كل من القرآن الكريم و السنة النبوية المطهرة لعدة عقود.
و هذا العمل الذي يقع بين يدي القارئ الكريم هو مختارات من ثمار جهاده الطويل, الذي أصدرته مكتبة الشروق الدولية من قبل في أربعة أجزاء, صدر منها ثلاث طبعات

 فضيلةالدكتور زغلول النجارموقع فضيلةالدكتور زغلول النجار

اقرأ المزيد ...

إعجاز الطب الوقائي في الإسلام

Résultat de recherche d'images pour "‫إعجاز الطب الوقائي في الإسلام‬‎"


مدخل عام للطب الوقائي في الإسلام :
يعتبر الطب الوقائي حجر الزاوية في السياسة الصحية لجميع الدول، وتصرف عليه ميزانيات ضخمة حتى يتطور ويطبق، لأن الوقاية خير من العلاج كما تقول الحكمة؛ وقد سجل الإسلام قصب السبق في هذا الميدان، فحدد معالم عامة لهذا الطب منذ خمسة عشر قرنا، بدءا بترسيخ معتقد الفرار من قدر الله إلى قدر الله في الحادثة المشهورة بين أبي عبيدة بن الجراح وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وهي مشكلة فكرية كانت مستعصية على جميع المتدينين، وانتهاء بإرشادات ما فتئت منظمة الصحة العالمية حاليا تؤكد أهميتها في الحفاظ على الصحة العامة، بل وتعمل بها كالحجر الصحي في مرض أنفلونزا الطيور حديثا، والوقاية من الأمراض التعفنية السارية كالنهي عن التبول في الماء الراكد- للقضاء على البلهارسيا – وفي الطريق وفي أماكن الظل؛ والحث على تغطية أواني الأكل وعلى تقليم الأظافر وعلى الختان للحد من سرطان القضيب ومن التعفنات، والتأكيد على النظافة العامة...
بل أكثر من ذلك، ابتكر الإسلام مفاهيم جديدة، وفتح بابا ما يزال ولوجه مستعصيا على غير المتدينين، ألا وهو باب الوقاية الروحية والنفسية، ومن هنا شرع الإسلام الرقية والدعاء للسقيم وللمعافى، وهذا يبعث في قلب المريض الثقة والأمل في الشفاء، ويجدد إيمانه بالله تعالى، ويشحذ عزيمته ويقوي معنوياته فيكون سببا في تعجيل شفائه بإذن الله، لأن المناعة الداخلية للإنسان كما هو معلوم، لها ارتباط وثيق بالأمل وبالمعنويات وبالأفكار المسبقة، فهي قد تهيئ الشخص لاستقبال الحدث سلبا أو إيجابا .

مقدمة في الأمراض المتناقلة جنسيا :
تسجل كل سنة أكثر من 300 مليون إصابة بالأمراض الجنسية القابلة للعلاج، وأكثر من 5 مليون حالة بمرض فقدان المناعة المكتسبة، وأضعافها من العقبولة والتآليل وباقي الأمراض التي لا علاج لها . وتتميز هذه الأمراض بخصوصيات شديدة، فهي لا تصيب إلا الإنسان، ولا تعطي أية مناعة للمصاب، وجراثيمها ضعيفة جدا فلا تتحمل العيش خارج السوائل الفزيولوجية للإنسان، والبحث عن تلقيح الإنسان ضدها تعوقه مشاكل علمية جمة نظرا للتطور السريع لهذه المكروبات . ومن خصائصها أيضا، ارتباطها بسلوك الإنسان، بمعنى أن اتقاء مخاطرها ممكن إن صح العزم من الفرد، ووضحت الرؤية لأصحاب القرار . ومن خصائصها أنها تتعدى الفرد إلى المجتمع، بإصابة الشباب القادر على العمل والإنتاج، وبإصابة المواليد بإعاقات إن لم تودي بحياتهم، فإنها تشكل عبئا على أسرهم وعلى المجتمع الذي سيتكفل بهم . لذلك تعتبر منظمة الصحية العالمية الأمراض الجنسية من مشاكل الصحة العمومية التي تهدد البشرية، لأن هذه الأمراض لا تعترف بالحدود ولا بالفوارق الاجتماعية، ويظهر منها الجديد بين فترة وأخرى وهذا يدفع المنظمة إلى الحث على الوقاية من هذه الأمراض . هذا التصور الوقائي نابع بالأساس من التصور الغربي للحياة وللإنسان وللكون، لأن الحضارة الغربية في هذه المرحلة هي من تقود العالم أجمع . فما هو يا ترى هذا المنهاج الوقائي المعتمد من طرف الغرب، والذي يدرس في جامعاتنا؟ وما هي نقاط قوته؟ وما هي مكامن الخلل فيه؟ . وهل في القرآن والسنة منهاج وقائي من هذه الأمراض؟ وما وجه الإعجاز الوقائي فيما أقره الإسلام؟. للوقوف على هذه المعاني، سنقوم بمقارنة الوقاية من الأمراض الجنسية بين الحضارتين، الحضارة الغربية والحضارة الإسلامية . 

الوقاية من الأمراض المتناقلة جنسيا في الحضارة الغربية :
ترتكز الوقاية من الأمراض المتناقلة جنسيا في الفلسفة الغربية وهي التي تقود الطب الحديث حاليا على دعامتين :
الوقاية التقنية :
تعتمد على أساليب علمية وأبحاث مخبرية، ولا تتأثر بالإديولوجيا، وقد حققت نتائج مذهلة في البلدان التي تحترمها .
الوقاية السلوكية :
وهي نتاج معتقدات وفلسفات ورهينة تقلبات وأسيرة لوبيات لا حد لها، لهذا جاءت توصياتها فضفاضة، وأفكارها غير مستقرة .فتحديد عدد الشركاء الجنسيين يبقى دون معنى، وتقنين ممارسة اللواط يزحف حتى على بعض الكنائس... 
تحليل وتعقيب :
أدى غياب الرؤية الواضحة لما هو طبيعي وشاذ في العلاقات الجنسية إلى تغليب هوى الشواذ (بغايا, لوطيون, مدمنون ..): فباركت بعض الكنائس زواج اللوطيين، ووزعت بعض الحكومات رسميا المخدرات على المدمنين، وقننت جل الحكومات الدعارة فأصبحت لها مؤسسات بأسماء شتى ( ملكات الجمال، مدرسة النجوم ..) ترعى مصالحها وتزودها ب " اللحم " اللازم لكي تستمر وتستعر . كما اصطدم واجب الطبيب في النصح لمن هم في خطر، بمفهوم الحياد، وبإلزامية السر المهني وبمزاج المصاب، وهكذا تحول الطبيب إلى كاتب الوصفات الدوائية .
وهكذا، باءت الوقاية السلوكية بالفشل الذريع، واصطدمت بالمفهوم الغربي للحرية الفردية، وبالنصائح الفضفاضة التي تتضمنها ( متى وابتداء من أي عدد يحسب الفرد متعدد الشركاء الجنسيين؟ وهل نعطي حبوب منع الحمل والعوازل المطاطية للمراهقين والمراهقات أم لممارسي البغاء واللواط؟..)، فكانت النتيجة ارتفاعا متزايدا للمصابين بالأمراض الجنسية الكلاسيكية منها والحديثة .
هذا الزحف المخيف للأمراض المتناقلة جنسيا، وهذا الفراغ الهائل الحاصل في ميدان الوقاية من هذه الأمراض التي سميت بحق طاعون العصر، لن يسده إلا البديل الإسلامي الذي يمزج المادة بالروح ، وحرية الفرد بمصلحة المجتمع، ومراقبة الله بسلطان القوانين ؛ باختصار: الدنيا بالآخرة، فيخرج لنا شجرة طيبة، أصلها ثابت بالعقيدة، وفروعها تحلق في سماء الكمال الأخلاقي كما سنرى إن شاء الله .

الوقاية من الأمراض المتناقلة جنسيا في الإسلام
الوقاية التقنية:
طبيعة الإسلام الانفتاح مع التميز، وهذه الخاصية تؤهله للاستفادة من كل ما هو نافع للبشرية ولا يصطدم مع المعتقدات الإسلامية، ولنا في سيرة الرسول "ص" الأسوة الحسنة؛ فتقنية الخندق، ونظام البريد، وفكرة صك النقود، وغير هذا مما كان سائدا في الحضارات المعاصرة لفجر الإسلام وتمت الاستفادة منه لما فيه من مصلحة الناس يؤصل لنا الاستفادة من الأساليب المعتمدة في الوقاية التقنية دون حرج ولا عقد وهي أساليب أعطت أحسن النتائج في كل البلدان التي تعمل بها .فشرعا من الواجب العمل بكل التقنيات الوقائية لأن النفس البشرية مكرمة عند خالقها .

الوقاية السلوكية :
هنا مكمن قوة الإسلام، فالتحديد الواضح للمفاهيم، والاعتراف السلس بالغرائز، والبناء الفكري المتماسك، والنظام الوقائي الذي يتعدى الفرد إلى المجتمع، فيحمل كل طرف مسؤولية مناسبة مع موقعه، والدافع الروحي المتقد، والنظام التشريعي المتكامل...كل هذا يكون صرحا شامخا يحق الافتخار به؛ بل يجب تبنيه كإعجاز وقائي من أمراض رهيبة حيرت العلماء، ويجب طرحه للعالم أجمع حتى ننقذه من براثن طاعون العصر . 
يمكن تقسيم هذه الوقاية كالتالي:
الوقاية الفكرية بالمفاهيم الواضحة والثابتة: فالحرام والحلال سيظلان كذلك في التصور الإسلامي، ولن يخضعا لهوى أية طائفة مهما تمكنت في الأرض .

الوقاية بالالتزام الفردي:
دعامته الأولى الآية الكريمة : " وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى ... " (الإسراء 32) . أما دعامته الثانية فهي الاستعفاف في قوله تعالى:" وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ... " ( النور:33 ) .
أما دعامته الثالثة فهي تذكر الله عز و جل ومراقبته في كل الحركات والسكنات، وهي الخيط الرفيع والحبل المتين والمفقود في كل الحضارات المادية، هذه الدعامة هي التي أخرجت لنا جيلا قرآنيا فريدا كان يتلقى التعاليم الإسلامية للتنفيذ. هذه الدعامة هي الضمانة الوحيدة ليعيد التاريخ نفسه، وتستعيد الأمة أمجادها .

الوقاية بالعدالة الاجتماعية .
 الوقاية عبر المجتمع المدني: أساسها حديث السفينة
الوقاية بالتوبة: وهو باب الأمل الذي لا يغلق
الوقاية بالحدود: وهي عمليا يستحيل تطبيقها إن لم يستيقظ ضمير المذنب، فيعترف بذنبه، ويرغب في التطهر، حتى يكون درسا لمن تزين له نفسه المعصية، وفي حديث الغامدية العظة البليغة، والحكمة العظيمة لأثر الإيمان في نفس صاحبه .

خاتمة وتوصيات:
اقتضت حكمة الله تعالى أن يكون الإسلام خاتم الأديان، فجاء منهاجه في الوقاية من هذه الآفة الاجتماعية الخطيرة غاية في الكمال، ومعجزة طبية خالدة، مزج فيها العقيدة بالفكر والعاطفة ، وترجمها إلى سلوك، ورعى كل هذا بالقوانين ، ورغب في التوبة، وهيأ الأسباب المادية للاستمتاع الحلال، وكره الزنا كما يكرهه المرء لأمه وأخته، فكانت الثمار حضارة فريدة، تعلمت البشرية منها سمو الأخلاق، وعزة النفس، واحترام الإنسان يوم سادت الأرض .
إذا فسدت المنطلقات، خيبت النتائج المنتظرة ظننا ، والعكس صحيح ، وهذا ما نعايشه بالضبط وبشقيه في موضوع الأمراض المتناقلة جنسيا ، ولا من يعتبر. الوقاية التقنية بنيت على أسس علمية متينة بدون أية لفافة فكرية ولا مسحات أيديولوجية , فكانت النتائج جيدة لمن أخذ بالأسباب المذكورة. أما الوقاية السلوكية فنتائجها مخيبة للآمال ، وتقريبا كل الحالات المسجلة لمرض فقدان المناعة المكتسبة ولباقي الأمراض الجنسية سببها المفاهيم الخاطئة لطرق إشباع الغريزة الجنسية والتي تترجم إلى سلوكيات خطرة، ورغم ذلك ، مازال دعاة الانحلال الخلقي يتبجحون وهم يقفون على أسس واهية ، ودعاة العفة منغلقون ومنطلقاتهم آتت أكلها حين قادت الحياة . لننفض غبار التقاعس عنا، ولنجعل منطلقنا هذه الآية الكريمة قال تعالى : " ... ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ البَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُون "(المائدة:23 ) . 



 فضيلةالدكتور زغلول النجارموقع فضيلةالدكتور زغلول النجار

اقرأ المزيد ...

الداء والدواء في جناحي الذباب


صورة بالمجهر لرأس ذبابة المنزل
ملخص البحث:
تم إجراء هذا البحث للتعرف على الداء والدواء في "حديث الذباب" للرسول صلى الله عليه وسلم؛ للرد على المشككين في هذا الحديث.
تم عزل 9 أنواع من البكتريا موجبة وسالبة الجرام، بالإضافة الى نوعين من الخميرة (فطريات). تم عزل هذه الكائنات من الجناحين الايمن والأيسر لأربعة أنواع من الحشرات وهي: الذبابة المنزلية Musca domestica، ذبابة الاصطبل الكاذبة Muscina stabulans، ذبابة الرمل Phlebotomus papatasi، و البعوضة المنزلية Culex pipiens . تم تجميع هذه الحشرات من بيئات مختلفة في محافظات (الجـيزة، القاهرة وجنوب سيناء) وذلك بواسطة الشبكة الهوائية أو بشفاط البعوض الكهربائي. تم عزل الكائنات الدقيقة باستخدام ست أوساط غذائية مختلفة اختيارية وغير اختيارية وذلك لعزل أكبر عدد من الكائنات الدقيقة. سجلت أعداد البكتريا المعزولة من أوساط الآجار المغذي بمستخلص الخميرة وتربتوز الدم اكبر عدد بين كل الأنواع المعزولة أثبتت الدراسة أن بكتريا Bacillus circulans- (ت 88)  كانت أقوى نوع بكتيري في إفراز المادة الأيضية الأكثر فاعلية.
ولقد تم عزل هذا النوع الخطير من الجناح الأيمن لكل من الذبابة المنزلية وذبابة الاصطبل الكاذبة. أظهرت الصفات الفيزيائية والكيميائية للمادة الأيضية الخالية من الشوائب أنها مركب ذات طبيعة اروماتية وتم تحديد الصيغة الكيميائية للمركـب وهي C30H37N4SO9. تم دراسة النشاط ضد الميكروبي لهذه المادة على أنواع كثيرة من الميكروبات المعزولة من الذباب وميكروبات أخرى من خــارج الذباب، وكانت أكثرها تأثيرا بالمركب هي البكتريا موجبة الجرام المسببة للأمراض ،  وكان أقل تركيز كافي لإحداث عملية تثبيط نمو البكتريا الضارة هو5 ug/ml.
المقدمة:
إن البحث في مجال الميكروبات المصاحبة للحشرات يعتبر من الدراسات المثيرة، حيث إن العلاقة بين الميكروبات والحشرات قد تكون علاقة حمل Phoresy فقط، أو علاقة تكافيلية أو متعايشة. إن دور الميكروبات المصاحبة للحشرات في نقل المرض أو إفساد الغذاء تم دراسته بواسطة العديد من العلماء Taylor (1935) ، Grecnberg (1973)، Alcanos and Frishman (1980)، Mcoay et al (1982). ولقد ناقش علماء آخرون علاقة المعايشة بين الميكروبات والأنواع المختلفة من الحشرات مثل Breznak (1982)، Fouda (1984)، Hassan et al (1996, 1998a, 1980b, 2000). فحص Ghanem et al (1986) أنواع البكتريا المتواجدة علي السطح الخارجي وفي أعضاء ثلاثة أنواع مختلفة من الحشرات.
لم يتم الحصول علي أي مرجع عربي أو أجنبي درس أنواع الميكروبات المختلفة المصاحبة لأجنحة أي نوع من الذباب. ويعتبر هذا البحث هو أول بحث يقدم في هذا المجال على المستوى الدولي والمحلي.
يهدف البحث الحالي الى عزل الأنواع المختلفة من الميكروبات المتواجدة على جناحي ثلاثة أنواع من الذباب هي: الذبابة المنزلية، ذبابة الاصطبل الكاذبة، ذبابة الرمل بالإضافة الى البعوضة، وذلك من أجل الوصول الى حقائق علمية، والتعرف على الداء والدواء في جناحي الذباب مصداقا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم. وهو من الأحاديث الصحيحة. كما رواه العديد من الرواة.
الحديث النبوي سندا ومتناً:
ذكر الدكتور خليل إبراهيم سلام خاطر، سند الحديث ومتنه في كتابه (الإصابة في حديث الذبابة). وأيضاً نقل عنه الدكتور كارم غنيم سند الحديث ومتنه في كتابه الإشارات العلمية في الأحاديث النبوية. ولقد روى الحديث العديد من الرواة مثل: 
روى البخاري في صحيحه وابن ماجه في سننه عن أبي هريرة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم(إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه، فإن في أحد جناحيه داء وفى الآخر شفاء). ذكره البزار، وكذلك التبريزى في (مشكاة المصابيح)، وابن حجر في (تلخيص الحبير).
وروى البخاري في صحيحه وابن ماجه في سننه وأحمد في مسنده عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه - كله - ثم لينزعه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء). ذكره البزار، وكذلك التبريزي في (مشكاة المصابيح)، وابن حجر في (تلخيص الحبير).
وروى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فامقلوه، فإن في أحد جناحيه داء وفى الآخر شفاء). وامقلوه يعنى إغمسوه، كما ورد في النهاية لابن الأثير.
وروى ابن ماجه في سننه عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أحد جناحي الذباب سم والآخر شفاء، فإذا وقع في الطعام، فامقلوه، فإنه يقدم السم ويؤخر الشفاء).
وروى النسائي وابن ماجه في سننيهما عن أبي سعيد الخدرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن في أحد جناحي الذباب سم والآخر شفاء، فإذا وقع في الطعام، فامقلوه، فإنه يقدّم السم ويؤخر الشفاء).
وروى أحمد في مسنده، أيضاً، عن وكيع عن ابراهيم بن الفضل، عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إذا وقع الذباب في طعام أحدكم أو شرابه فليغمسه ثم يخرجه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء، وإنه يقدِّم الداء).
وروى أحمد في مسنده، أيضاً، عن يونس، عن ليث، عن محمد، عن القعقاع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الذباب في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء، فإذا وقع في إناء أحدكم فليغمسه، فإنه يتقي بالذي فيه الداء، ثم يخرجه).
تتبّع صاحب كتاب (الإصابة) (2) سند حديث الذبابة في باب كامل من كتابه، وجعل الفصل الأول فيه حول طرق هذا الحديث، والفصل الثاني فيه حول دراسة أسانيد هذا الحديث. أما طرق الحديث فتناول فيها خمساً، هي: طرق حديث أبى هريرة، طرق حديث أبى سعيد الخدري، طرق حديث أنس بن مالك، وطرق حديث علي بن أبى طالب..
أما حديث أبى هريرة فقد رواه البخاري من طريقين، ورواه كل من أبى داود وابن ماجه من طريق واحد، وأخرجه أحمد بن حنبل من عشر طرق، ورواه الدارمي من طريقين، ورواه البيهقي من ثلاث طرق، ورواه كل من ابن خزيمة وابن حبان وابن الجارود من طريق واحد، ورواه الطحاوي من ست طرق، ورواه البغوي من ثلاث طرق، ورواه ابن السكن وابن عبد البر،.. الخ. هكذا، حتى أحصى صاحب الكتاب أربعاً وثلاثين طريقاً من حيث الإجمال، واثنين وأربعين طريقاً من حيث التفصيل، وقد أثبت رواة الحديث كل هذه الطرق.
صورة مكبرة  لذبابة المنزل
ثم تناول طرق حديث أبي سعيد الخدري (للذبابة)، وقد أخرجه أحمد بن حنبل من طريقين، وكل من النسائي وابن ماجه وابن حبان وأبي داود الطيالسي والبيهقي وابن قتيبة وأبي عبيد وابن عبد البر والبغوي وعبد بن حميد، من طريق واحد، ورواه الطحاوي من طريقين، وكذلك الطبراني وأبو يعلي والحاكم.. إلخ.
وكذلك فعل صاحب الكتاب بالنسبة لطرق الحديث عند أنس بن مالك وعند علي بن أبى طالب. وأما رواية الأخير - َكرَّمَ الله وجهه - فأخرجها ابن النجار، ولفظها : (في الذباب: أحد جناحيه داء، وفي الآخر شفاء، فإذا وقع في الإناء، فأرسبوه، فَيَذْهَبَ شفاؤه بدائه).
ثم تناول صاحب الكتاب دراسة أسانيد الحديث من طرقه المختلفة، وأثبت في هذه الدراسة بما لا يدع مجالاً لشك صحة هذا الحديث، فهو إذن حديث صحيح، بل هو من أعلى درجات الصحة. ثم ختم بقوله: إن هذا الخبر (أيْ: حديث الذباب) قد كثرت طرقه بحيث زادت على خمسين طريقا، كما هو مرسوم في " شجرات الرواية "، لكل من حديث أبي هريرة وأبي سعيد وأنس - رضي الله عنهم أجمعين. كما أن هذه الطرق قد وردت بأسانيد صحيحة ورجالها ثقات.. وبهذا يتبيّن أن هذا الحديث صحيح من حيث الرواية والسند، وأن حكم أئمتنا عليه بالصحة قول صحيح سليم، لا غبار عليه، وأن من خالف وأنكر - من حيث الرواية - فعليه البرهان، وهيهات وأنىَّ له ذلك، وقد رواه الأئمة الثقات الأثبات، والحمد لله.
والحديث النبوي لم يدع أحداً إلى صيد الذباب ووضعه عنوة في الإناء، ولم يشجع على ترك الآنية مكشوفة، ولا على الإهمال في نظافة البيوت والشوارع، ولا يتعارض مع الحماية من أخطار انتشار الذباب بأية صورة، ولم يجبر من وقع الذباب في إنائه واشمأز من ذلك على تناول ما فيه: { لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا } (سورة البقرة 286)
وهذا الحديث لا يمنع أحداً من القائمين على صحة الناس، ولا من الأطباء من التصدي للذباب ومقاومته بالوسائل المختلفة.
ولا يمكن أن يتبادر إلى الذهن (ذهن علماء الدين أو غيرهم) أن هذا الحديث يدعو إلى إقامة مزارع للذباب.
ولكننا إذا أخذا آخر الحديث، " فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاءً ". فإننا نجد رسولنا الكريم يدعونا إلى البحث والتوجه إلى دراسة الذباب لمعرفة ماهو الداء الذي يوجد على احد جناحي الذباب، وأيضا الى معرفة الدواء أو الشفاء الذي يوجد على الجناح الآخر؛ وذلك لكي يتوصل علماء المسلمين الى الأدوية التي تعالج الأمراض التي ينقلها الذباب.
وبدراسة الحديث نجد انه يتضمن علوم الفيزياء، الطب، الصيدلة، الميكروبيولوجي، الحشرات بالإضافة إلى علوم الدين واللغة.
الطرق والوسائل المستخدمة:
1 – جمع الذباب:
تم جمع نوعين من الذباب غير الماص للدم هما: الذبابة المنزلية، وذبابة الاصطبل الكاذبة. كما تم تجـميع ذباب الرمل التي تمص دم الإنسـان والحيوان وأيضا تم جمع البعوضة المنزلية التي تتغذى علي دم الإنسان والحيوان. هذه الحشرات تم جمعها من محافظات القاهرة، الجيزة، وجنوب سيناء. وتم نقل الحشرات في أنابيب معقمة الي المختبر لتشريحها وعزل الكائنات الدقيقة منها.
2 – تشريح الذباب:
تم تشريح الذباب لفصل كل من الجناح الأيمن والجناح الأيسر لكل ذبابة وذلك بأدوات تشريح دقيقة ومعقمة وذلك لعدد 20 حشرة من كل نوع، بعد ذلك تم وضع كل من الجناح الأيمن والجناح الأيسر كل علي حده لكل ذبابة في محلول فسيولوجي معقم (0.9 شلامين).
3 – عزل الكائنات الدقيقة:
تم اخذ 50 ميكرولتر من كل عينة وتم وضعها علي المزارع البكترية الآتية:
1-     Nutrient agar emended with 1% yeast extract.
2-     Nutrient agar emended with 5% sheep blood
3-     MaConkey's agar
4-     Starch nitrate agar
5-     Tryptose blood agar
6-     Staphylococcus media
تم وضع الأوساط البكتيرية السابقة في حضانة درجة حرارتها 30°م تحت ظروف هوائية. تم عد البكتريا (الوحدات المكونة للمستعمرة (CFU بعد 48 ساعة بعد ذلك تم تعريف البكتريا حتى مستوى النوع. وذلك طبقا للمرجع التصنيفي للبكتريا لكل من (1944Holt et al.,, (2004Honda et al .
4 – التحليل الحصري للنشاط ضد الميكروبي:
تم ذلك بواسطة أقراص الورق التحليلية وذلك لدراسة النشاط ضد الميكروبي لأنواع البكتريا المختلفة ضد بعضها.
5 – عملية التخمر:
تم دراسة تأثير أقوى مزارع بكترية تم عزلها من الطريقة السابقة ضد بعضها من أجل الحصول على أقوى نوع من البكتريا ذات فاعلية ضد الأنواع الأخرى.
6 – استخلاص وتنقية المركب الآيضي:
تم اختيار المذيب العضوي المناسب باستخدامBioautographic technique وذلك عند قيم pHمختلفة. ثم تنقية المستخلص بواسطة Thin layer and column chromatography.
كما تم استخدام الجهاز الأول مرة ثانية لتأكيد نقاوة نشاط المركب الآيضي للتحليل الطيفي.
تم دراسة Spectroscopyللمركب النشط النقي باستخدام الاشعة فوق البنفسجية(UV) وجهاز Spectrophotometer وايضا الأشعة تحت الحمراء (IR)كما تم الحصول على Mass spectral Dataبواسطة جهاز Hp mudel MS 5988 
7 – تقييم اقل تركيز مثبط للبكتريا (MIC):
تم ذلك باستخدام طريقة Agar Diffusion Methodللحصول على اقل تركيز مثبط للمركب النشط ضد الأنواع المختلفة من البكتريا، الخميرة والفطريات المعزولة من الذباب ومن خارج الذباب.
النتائج والمناقشة:
أسفر فحص جناحي كل من الذبابة المنزلية، وذبابة الاصطبل الكاذبة، ذبابة الرمل والبعوضة عن وجود تنوع كثيف وعديد لأنواع الكائنات الدقيقة المتواجدة عليها. ولقد سجلت أعلى كثافة عددية وتعدد لأنواع البكتريا والفطريات على جناحي ذبابة الاصطبل الكاذبة والذبابة المنزلية كما هو مبين في جدول (1). تواجدت البكتريا موجبة الجرام بكثافة عددية أكبر من مثيلتها في البكتريا سالبة الجرام. سجل الجناح الأيمن أعلى كثافة عددية من البكتريا موجبة الجرام في كل أنواع الذباب. وكما أشار Hassan, et al (1998a)أن التنوع الميكروبي على الذباب يعكس البيئة التي يعيش فيها الذباب. أي أن لكل بيئة أنواع معينة من الكائنات الدقيقة تختلف عن أية بيئة أخرى. لوحظ أن البكتريا موجبة الجرام قد سجلت أعلى كثافة عددية من البكتريا سالبة الجرام. وهذا يوضح قدرتها على المعيشة في الظروف الصعبة، حيث أنها تتحمل الحرارة، البرودة، تأثير المواد الكيميائية والإشعاع. سجل جنس Bacillus50% من كل أجناس البكتريا المعزولة وخاصة البكتريا موجبة الجرام.
تتميز عزلات البكتريا سالبة الجرام جدول (2) بأن لها أهمية طبية خاصة من حيث قدرتها على التسبب في كثير من الأمراض. ولقد تم عزل ثلاثة اجناس من هذه البكتريا هي:Salmonella، Erwinaو Pseudomonas. ويصيب الجنس الأخير الإنسان والحيوان وأيضا النبات. وللغرابة فلقد تم عزل هذا الجنس من الجناح الأيمن لذبابة الاصطبل الكاذبة على الوسط الغذائي MacConkey.
ولقد تم عزل هذا الجنس بواسطة Ahmed et al (1995)من على السطح الخارجي لكل من الذبابة المنزلية وذبابة الاصطبل وتعف الماشية ولقد اشترك الباحث الحالي في هذا البحث.
يوضح جدول (2)عزل سلالتين من الخميرة، حيث وجد أن لها شكل بيضاوي، وتتكاثر بواسطة التبرعم. ولقد لوحظ أن احدهما يفرز مادة عديدة السكريات حول الخلية. ولقد عزل الباحث في بحث سابق أنواع من الفطريات تسمي Empusa muscaeلديها القدرة على إفراز بعض المضادات الحيوية، والتي تستطيع أن تقتل العديد من أنواع البكتريا سالبة وموجبة الجرام. ولقد تمكن كل من " ارنشتين " و " كوك " الانجليزيين في عام 1947، و "روليوس " السويسري في عام 1950م، من عزل مادة مضادة للحيوية تسمي "جافاسين" من فطر من نفس الفصيلة التي ذكرناها والتي تعيش في الذبابة. تم أيضا في هذا البحث كما يوضح جدول (2)عزل بعض أنواع الاكتينومايستس والتي لها القدرة أيضا على إفراز بعض المضادات الحيوية.
يوضح جدول (3) التأثير المضاد للبكتريا للأنواع المختلفة التي تم عزلها. لوحظ أن بعض أنواع البكـتريا مثل  Erwina و Salmonella  و Lactobacillus gasseri لها تأثير ضعيف ضد أنواع البكـتريا الأخرى. بينما هناك خمسة أنواع من البكتريا لها كفاءة عالـية في القضــاء على أنـواع البكتريا الأخرى هي:B. circulans ، L. animalis، B. subtilis، P. aeruginosa  و S. aureus.
ولقد تم تخمير هذه البكتريا وحللت لمعرفة تأثيرها ضد بعضها (جدول 4).
يوضح جدول (4)وشكل (1)أن أكثر أنواع البكتريا فاعلية هي B.Circulans وكانت أقوى كائن من بين كل الأنواع ولقد لوحظ تواجد هذا النوع من البكتريا على الجناح الأيمن للذباب وهي تتحمل درجات الحرارة العالية، الاشعاع، تأثير المواد الكيميائية والبرودة.
بعد ان تم اثبات ان B.Circulansهي أقوى انواع البكتريا المتواجدة والمعزولة من الجناح الأيمن للذباب، تم اخضاعها لعزل المادة الفعالة منها. ولقد تم تحضيرها في صورة بودرة، ليس لها شكل معين ولونها ابيض مصفر. ولوحظ أن درجة انصهارها 185°م. وتذوب في الكحول والكلورفورم كما أنها تذوب في الماء. ولكنها لا تذوب في اثير البترول.
تم تحليل المادة الفعالة باستخدام تحليل Thin layer chromatographyولقد اسفر ذلك عن وجود 5 أحماض امينية. كما أوضح التحليل وجود نسبة عالية من المحتوى النيتروجيني في المادة. تم تحليل المادة باستخدام Mass spectraللمادة النقية وتم تحديد الصيغة الكيميائية للمركب وهي C30H37N4SO9(شكل 2).
يوضحجدول (5) Bioautographyللمادة الايضية الفعالة وتفاعلها مع المذيبات المختلفة ولوحظ أنها تتحرك كنقطة فردية.
يوضح شكل (3) تحليل المادة الفعالة بواسطة الامتصاص الطيفي للأشعة فوق البنفسجيةUV. كما يوضح شكل (4) تحليل المادة باستخدام الأشعة تحت الحمراء IR. كما تم استخدام ايض 1H-NMRلتحليل هذه المادة ومعرفة تركيبها.
من كل التحـليلات السـابقة أتضـح ان المادة الفعالة مضـادة للحيوية لها تركـيب اروماتي. وتشابه في طبيعتها مركبات أخري لها طبيعة حلقية كما ورد في بعض الأبحاث (Zhang et al 1999).
يوضح جدول (6) اقل تركيز كاف لتثبيط نمو الكائنات الدقيقة Minimum Inhibatory Concentration (MIC). ولقد أتضح أن أقل تركيز من المادة الفعالة المعزولة كان لها تأثير قاتل ضد كثير من أنواع البكتريا سالبة أو موجبة الجرام، ضد الخميرة ضد الفطريات الخيطية. يوضح شكل (6) منحني الوقت الكافي لقتل البكتــريا ولقد وجد أن أقل تركيز هو mg/mlكاف لقتل أنواع كثيرة من البكتريا.
ولقد أتضح أن المادة الفعالة المعزولة لها تأثير نشط في هذا المجال، حيث أن أعداد البكتريا قد اختزلت الى حوالي 0.01 % في وقت قصير. ولقد كانت أكثر أنواع البكتريا تأثرا هي: B. subtilis   و S. aureus، وهما من أكثر أنواع البكتريا الممرضة للانسان، وتسبب العديد من الأمراض مثل: التهابات العين، خراج أو دمامل، الحصف (داء جلدي)، التهاب المثانة، التهاب المعدة والقولون، التهاب العظام، إصابة الجهاز البولي التناسلي، الجهاز العصبي المركزي وفساد الأطعمة وغيرها....
الاستنتاج
(وجه الإعجاز العلمي)
يتضح من النتائج السابقة وجود كثافة عددية عالية من أنواع عديدة من البكتريا على جناحي الثلاثة أنواع من الذباب، بينما قلت أعداد البكتريا وأنواعها على جناحي البعوضة. كما أتضح أن أكثر أنواع البكــتريا شراسة هو نوع B. circulansالذي يفرز مادة مضادة للحيوية لكثير من أنواع البكتريا الاخرى سواء سالبة أو موجبة الجرام. ولقد لوحظ تواجد هذه البكتريا بكثافة عالية على الجـناح الأيمن للذباب. كما لوحظ وجود أنواع من الفطريات التي تفرز أيضا مواد مضادة للحـيوية لكثير من أنواع البكـتريا. كما أتضح قدرة البكتريا B. circulans على قتل الانواع الاخرى من البكتريا في زمن قصير جدا. وهي البكتريا التي تنقل العديد من الأمراض للإنسان والتي تم ذكرها.

 صورة للبكتريا B. circulans
إذا رجعنا الى نص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة : " إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه ثم ليطرحه فإن في احد جناحيه داء وفي الآخر شفاء ".

نجد أن حرف الفاء في " فليغمسه " يفيد السرعة، بينما " ثم " تفيد التراخي والبطء. لذلك فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم  بغمس الذباب بسرعة لأنه يتعلق على سطح السائل لوجود التوتر السطحي، وكلمة ثم بعد الغمس تعطي فرصة للأنواع المفيدة من البكتريا والفطريات لكي تفرز المواد المضادة للحيوية والدواء أو الشفاء) لكي تقضي على البكتريا الضارة (الداء). ولقد ثبت أنه حتى لو أكل الإنسان أو شرب من الإناء فإن المادة الفعالة تظل نشطه في أمعاء الإنسان؛ لأن هذه البكتريا في حالة معايشة في أمعاء العائل. كما أنها تتحمل درجات الحرارة العالية، تأثير الإشعاع، تأثير المواد الكيميائية والبرودة أي إن الذباب حتى لو سقط في إناء به طعام أو شراب ساخن أو بارد فإن البكتريا المفيدة (الدواء) تظل نشطة وتفرز المادة الفعالة القاتلة لانواع الميكروبات الأخرى بأقل تركيز وهو mg/ml. أي أن جم من المادة كافية لتعقيم 1000 لتر من اللبن أو أي سائل أو طعام.
ولعل عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم في الأمر بغمس الذباب تتضح في ميكانيكية افراز المادة الفعالة (الدواء) حيث أن إفراز أنواع البكتريا النافعة والفطريات لهذه المواد لايتم إلا في وجود وسط، وهو هنا الطعام أو الشراب الموجود داخل الاناء. حيث يسمح هذا الوسط لان يتقابل كل من الداء والدواء  وجها لوجه بدون عوائق ويتم الالتحام، وعند ذلك تقوم الكائنات المفيدة بالقضاء على الكائنات الضارة. ولقد وجد أن المادة المضادة للحيوية والتي تقتل البكتريا سالبة أو موجبة الجرام لاتتحرر من الخلايا الفطرية إلا اذا امتصت السائل، وعند ذلك فإنه بواسطة خاصية الضغط الاسموزي تنتفخ ثم تتفجر وتطلق محتوياتها التي تعتبر كالقنابل، وتقوم بالقضاء على البكتريا الضارة. ولوحظ أن هذه القنابل تقذف لمسافة 2 مم داخل السائل وهي مسافة تعتبر عظيمة بالنسبة لحجم الكائنات الدقيقة.
وفي أبحاث كثيرة سابقة قام بها الباحث الحالي مع آخرون، تم عزل معظم البكتريا الممرضة من على السطح الخارجي للذباب وخاصة من على الأرجل والبطن مثل بكتريا : الخمرة الخبيثة، التيفود، الباراتيفويد، الدوسنتاريا، امراض العيون، الجهاز التنفسي، الجهاز الهضمي، الجهاز العصبي، الجهاز البولي التناسلي وغيرها كثير. لذلك فإنه عند غمس الذباب في الإناء فإن البكتريا المفيدة والتي تم استخلاص المادة الفعالة منها بالاضافة الى المواد ضد الحيوية المفرزة من الفطريات تقوم بالقضاء على كل هذه الانواع الضارة. ولعلنا فهمنا الحكمة من قول سيد الخلق صلى الله عليه وسلم " فليغمسه " وفي أحاديث أخرى " فامقلوه " أي فاغمسوه.
لقد لوحظ أن أعداد البكتريا بعد غمس الذبابة تتناقص كثيرا عما كانت عليه قبل الغمس وذلك لان البكتريا المفيدة والفطريات تفرز المواد المضادة للحيوية التي تقتل البكتريا الضارة بعد سقوطها في السائل. وهذا البحث يفسر النتائج التي توصل إليها د. نبيه عبد الرحمن باعشن والمشاركون معه في تناقص أعداد البكتريا في السائل بعد غمس الذبابة وليس زيادتها كما هو متوقع (د/ خليل خاطر – مرجع سابق).
ولعلنا في هذا البحث نكون قد ألقينا الضوء على الداء والدواء في جناحي الذباب ورددنا على المتشككين في الحديث الشريف. وكما قال الدكتور يوسف القرضاوي في كتابه (السنن النبوية مصدرا للمعرفة والحضارة) يجب ألا نقابل حديث (غمس الذباب) بالرد أو التكذيب لمجرد الاستبعاد. وبعد هذه النتائج فليس هناك أي مجال للاستبعاد بعدما صارت الحقيقة جلية واضحة.
وطبقا للنتائج التي تم الحصول عليها في البحث الحالي، فإن حديث الذباب يلقي الضوء على كثير من المعلومات في مجال الفيزياء، الكيمياء، الطب، الصيدلة، البيولوجي... وغيرها. وأهم ما نود الإشارة إليه، هو أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لم يدع أحداً إلى وضع الذباب في الإناء عنوة، أو إلى الشرب أو الاكل من الإناء الذي وقع فيه الذباب، ولكنه صلى الله عليه وسلم يلفت نظرنا إلى أن لكل داء دواء. ويدفعنا الحديث في آخره الى البحث عن الدواء أو الشفاء في جناحي الذباب، لمعالجة الأمراض التي ينقلها الذباب للإنسان. بل أن البحث الحالي اثبت بإن المادة المضادة للحيوية المعزولة من جناحي الذباب تستطيع أن تقضي على كثير من المسببات المرضية الأخرى غير المتواجدة على الذباب. إن الحديث الشريف يفتح المجال لاكتشاف عشرات المضادات الحيوية من الذباب خاصة إذا عرفنا ان هناك 64000 نوعا من الذباب منتشرة في جميع أنحاء العالم. وان الكائنات الدقيقة المتواجدة على الذباب تعكس البيئة التي يعيش فيها الذباب. أي أن الأمراض التي ينقلها الذباب في منطقة ما، تختلف عن تلك التي ينقلها الذباب في منطقة أخري. أي أننا نستطيع أن نحصل على علاج أو دواء لكل الأمراض التي ينقلها الذباب في مناطق العالم المختلفة، حيث أن الداء والدواء متلازمان في جناحي الذباب والأحرى ان يتم اكتشاف تلك المضادات للحيوية بواسطة علماء المسلمين، ولعل هذا البحث هو الأول من نوعه في هذا المجال وربما يفتح الطريق لتحقيق مزيد من الانتصارات العلمية لعلماء المسلمين. حتى لا يتهمنا الغرب بأننا كسالى ننتظره لاكتشاف الحقائق العلمية ثم نقول بأن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة قد ذكرت هذا منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام. قال تعالى{ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } (سورة النجم 3 - 4) ".
يمكن مشاهدة محاضرة للمؤلف في مؤتمر الاعجاز العلمي في القرآن في الكويت
يمكن التواصل مع المؤلف على الإيميل التالي:
التليفون: منزل 002022700749  محمول0020123840969                   
mostafa012@gmail.com
الهوامش:

1) الشهاب أحمد بن أبي بكر البوصيري: مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه. تحقيق: موسى محمد علي، عزت علي عطية، دار الكتب الإسلامية (القاهرة)، ج3، ط1، 1405 هـ / 1985 م. (2) د/ خليل إبراهيم ملاّ خاطر: الإصابة فى صحة حديث الذبابة. دار القبلة للثقافة الإسلامية (الرياض - السعودية)، ط1، 1405هـ.
المراجع العربية:
1 – دكتور / غريب جمعه: فتح الوهاب بشرح حديث الذباب. مطبعة الكيلاني. القاهرة.
2 – دكتور/ خليل ابراهيم ملاّ خاطر: الاصابة في صحة حديث الذبابة. دار القبلة الإسلامية (الرياض – السعودية). ط 1، 1405هـ.
3 – د/ يوسف القرضاوي: السنة النبوية مصدرا للمعرفة والحضارة. دار الشروق (القاهرة)، ط1 1417هـ / 1997م.
4 – د/ كارم غنيم: الاشارات العلمية في الأحاديث النبوية. الطبعة الأولى 1426هـ / 2005م.
المراجع الاجنبية:
Ahmad, M.; Hassan, M. and Zayed, A. (1995): Microbial flora associated with some species of biting and non–biting flies (Diptera). J. Fac. Edu., 20: 477–489.
Alcamo, E. and Frishman, A. (1980): The microbial flora of field collected Cockroaches and other arthropods. J. Env. Health, 42: 263–266.
Breznak, J. (1982): Intestinal microbiota of termites and other xylophagous insects. Ann. Rev. Microbiol., 36: 323–343.
Fouda, M. (1984): Significance of symbiotic in Hippoboscia equina (Diptera, Hippoboscidae) ZAUG Ent., 97: 376–378.
Ghanem, E.H.; Hassan, M.I.; Gazal, S.A.; El–Sehrawi, M.H. and Ali, O.A. (1986): Studies on bacterial flora associated with three species of blood sucking flies (Diptera). Egyptian Society of Applied Microbiology, Proc. VI. Conf. Microbiol. Cairo, Vol. 1, part (3). Taxonomy Paper No. 22.
Greenberg, B. (1973): Flies and disease, Vol. II. Princeton Univ. Press, Princeton, NY.
Hassan, M.; El–Kordy, E.; Wahba, M. and Mahdy, H. (2000): The effect of different species of bacteria on certain biological aspects of the sandfly Phlebotomus papatasi Scopoli (Diptera: Psychodidae). J. Union Arab Biol., 13A: 223–231.
Hassan, M.; Lotfy, N. and Mahdy, H. (1998a): Blood digestion period and egg development in aposymbiotic Phlebotomus papatasi scopoli (Diptera: Psychodiadae). Proc. Egypt. Acad. Sci., 48: 191–206.
Hassan, M.; Mahdy, H. and Lotfy, N. (1998b): Biodiversity of the microbial flora associated with two species of sandflies Phlebotomus papatasi and P. langeroni (Diptera: Psychodidae). J. Egypt. Ger. Soc. Zool., 26E: 25–36.
Hassan, M.; Zayed, A. and Ahmad, M. (1996): The influence of symbiotic bacteria on digestion and yolk protein synthesis in Culex pipiens L. (Diptera: Culicidae). J. Egypt Ger. Soc. Zool., 21: 269–284.
Holt, J.; Krieg, N.; Sneath, P.; Stanely, J. and Williams, S. (1994): Bergey`s Manual of Determinatie Bacteriology, 9th ed. Williams & Wilkins, Baltimore.
Honda, Y.; Ueki, M.; Okada, G.; Onose, R.; Usami, R.; Horikoshi, K. and Osads, H. (2004): Isolation and biological properties of a new cell cycle inhibitor,
 الأستاذ الدكتور / مصطفى إبراهيم حسن
أستاذ الحشرات الطبية ومدير مركز أبحاث ودراسات الحشرات الناقلة للأمراض
كلية العلوم (بنين) – جامعة الأزهر – القاهرة – مصر
curvularol, isolated from Curvularia sp. RK97–F166. J. Antib., 54: 10–16.
اقرأ المزيد ...
يتم التشغيل بواسطة Blogger.

فيديو


جميع الحقوق محفوظة لـلغة الحياة
تعريب وتطوير ( كن مدون ) Designed By